
قدمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم الاثنين بروما، شهادات الاعتراف الرسمي بـ 24 منظومة جديدة مبتكرة للتراث الزراعي ذات الأهمية العالمية (سيبام)، من بينها منظومتان مغربيتان.
وفي ما يلي المواقع المغربية:
– قصور فجيج (مسجلة في العام 2022)
تقع في أقصى جنوب-شرق المغرب بالمنطقة الشرقية. تعاقب العديد من السكان الذين ينتمون لأصول جغرافية وعرقية-ثقافية مختلفة وامتزجوا في فجيج: أمازيغ، عرب، موريون-أندلسيون وأفارقة، ولكن أيضا الطائفة اليهودية.
لقد أدت الحياة الصعبة في الصحراء، التي تفرض التكافل، إلى إحداث مجتمع موحد ومتضامن للغاية. التنوع البيولوجي الزراعي المحلي غني ومتنوع، حيث يتكون من الحبوب، البقوليات وزراعة الخضروات والعديد من أنواع الفاكهة التي يغلب عليها نخيل التمر.
ينتشر إجمالي 75 صنفا مزروعا على 45 نوعا بجميع أنحاء الموقع. الأصناف المحلية المستخدمة موجودة بنسبة 100 في المائة بالنسبة لنخيل التمر، وأكثر من 80 في المائة بالنسبة للخضروات والبقوليات والأشجار المثمرة، وأقل من 40 في المائة بالنسبة للحبوب.
الثروة الحيوانية هو أول نشاط تتم ممارسته بالموازاة مع الإنتاج النباتي.
تضم النباتات البرية 46 فصيلة من أصل 258 نوعا كحد أدنى، 30 منها مستوطنة.
يمكن اعتبار ثلاثة عشر نوعا من النباتات المحلية نادرة. وقد أتاح وجود مصادر المياه والملاجئ الطبيعية نشوء حياة برية غنية ومتنوعة.
وتشمل الفقاريات العليا، 43 نوعا من الثدييات، 171 نوعا من الطيور و25 نوعا من الزواحف والبرمائيات.
-النظام الزراعي-الحرجي-الرعوي لشجرة الأركان بمنطقة آيت صواب-آيت منصور (مسجل في العام 2018)
يقع في منطقة الأطلس الصغير، وتمتد على الوديان الكبرى في الجنوب-الغربي بدائرة آيت باها شمالا وتافراوت من الجنوب.
يمتد في الجزء الأكبر منه بالمنطقة الانتقالية لمحمية المحيط الحيوي للأركان، ويشمل جبل لكيست الذي يعد جزءا من المنطقة A.
تنحدر الساكنة بشكل أساسي من أصول أمازيغية، ولكن أيضا من أصل عربي مندمج لعدة قرون. ترتبط حياة السكان المحليين في هذه المنطقة ارتباطا وثيقا، وبشكل مباشر وغير مباشر، بالتنوع البيولوجي المحلي.
لذلك، من الواضح أن الدور الرئيسي للتنوع البيولوجي الزراعي هو تأمين الأمن الغذائي للأسر، تغذية الحيوانات، تحقيق الربح المادي والبذور. ويزرع هناك أزيد من 50 نوعا، ممثلة بـ 102 صنفا من النباتات المحلية.
يتم ضمان الإنتاج الحيواني من خلال تربية 16 سلالة تنتمي إلى أنواع مختلفة من الأبقار والأغنام والماعز والإبل والخيول والدواجن والنحل.
يوفر هذا الموقع موارد إضافية من حيث التنوع ذي الصلة. نظرا لموقعه في منطقة “الملجأ” بمنطقة البحر الأبيض المتوسط الساخنة، يتمتع هذا الموقع بتنوع بيولوجي استثنائي.
تشمل المنطقة 321 صنفا نباتيا منها 106 نوعا مستوطنا. وتشمل الحياة البرية أكثر من 144 نوعا، 18 منها مستوطنة في المنطقة.
شجرة الأركان “أركانيا سبينوزا” هي النوع الرمزي والشجرة الرئيسية في المنطقة. هذا النوع الفريد الموجود في المغرب، الغابوي والمثمر والذي يوفر الكلأ للماشية، هو محور منظومة زراعية تقليدية، يلعب دورا لا يمكن الاستغناء عنه في التوازن البيئي للمنطقة.
– موقع إملشيل-أملاغو (مسجل في العام 2011)
يقع في جبال الأطلس الكبير الشرقية بالمغرب على ارتفاع 2000 متر. بفضل تنوعه البيولوجي الغني، تم دمجه في الحديقة الوطنية للأطلس الشرقي الكبير والمنطقة A من محمية المحيط الحيوي لواحات جنوب المغرب.
ويشمل الواحات الباردة، الوديان، البحيرات والأراضي الرطبة (أغودال) والمراعي شبه الصحراوية. يضم الموقع دائرة إميلشيل التي تتكون من خمس جماعات قروية، وتعد إداريا جزءا من إقليم ميدلت وأملاغو التابع لإقليم الرشيدية. ويغطي مساحة إجمالية قدرها 309 ألفا و295 هكتار. يبلغ تعداد الساكنة نحو 38000 نسمة، موزعين على 6255 أسرة. وتشغل الزراعة وتربية المواشي 65 في المائة من السكان النشطين.
بفضل تراكم معارفهم وعملهم وإبداعهم، قامت قبيلتا آيت حديدو وآيت مرغاد بجعل الواحات الباردة و”أغدال” بإملشيل-أملاغو، نموذجا للتنمية المستدامة والعقلانية في مواجهة تقلبات بيئة طبيعية قاسية للغاية. لقد عرفوا كيف يندمجون، بطريقة متناغمة، في زراعة معيشية بالواحات والسلاسل القاحلة والجبلية، واعتمدوا عادات مجتمعية للتضامن والانضباط.
يشتمل هذا النظام على تنوع زراعي غني. فقد طور السكان المحليون مع مرور الوقت معرفة غنية ومتنوعة للغاية.
يشمل الموقع مناظر طبيعية متنوعة تجمع بين البحيرات والجبال والوديان والهضاب والواحات والكهوف والصحراء. ويضمن هذا الموقع الأمن الغذائي للسكان المحليين واحتياجاتهم من الماء والصوف والنباتات الطبية والحطب وغيرها.